https://ahmedkutb.com/code " عدوى الإنفعالات " لكل أم : كيف تسيطري على هدوء و انفعال أطفالك
randomPost

" عدوى الإنفعالات " لكل أم : كيف تسيطري على هدوء و انفعال أطفالك





تتساءل الكثير من الأمهات عن سبب انفعال و غضب أطفالها طوال الوقت ، بينما تلاحظ بعضهن علامات القلق على أطفالهن، و البعض الآخر تشتكي من مزاج طفلها السيء طوال الوقت أو معظمه. 

هناك سر خطير لو انتبهت له كل أم و حاولت جاهدة التأثير فيه ، ستتغير حياتها و حياة طفلها و أسرتها للأفضل ، وهو " عدوى الإنفعالات و المشاعر " 


دعيني أسألك سؤالاً؟

حين تصفين شخصاً أو صديقة لكِ بأنك تحبين صحبتها أو مجالستها، ما الشيء الذي يجعلك تشعرين بذلك ؟

سواءً كنتي تدركين أو لا ستكون الإجابة بالطبع " أشعر بأني بحالة أفضل في وجودها" .

و على العكس تماماً ، إن سألتك لمَ لا تحبين مجالسي شخصاً ما ؟! ستكون الإجابة " أشعر بأني بحالة أسوأ " .

بغض النظر عن المشاعر السلبية أو الإيجابية التي تنتابك حين مجالستك للأشخاص ، هذا هو المعنى المجمل. 

ما السبب في ذلك ؟؟

السبب أننا و بلا وعي منا ننقل و نستقبل المشاعر و الإنفعالات بين بعضنا البعض ، فإن كنا في حالة نفسية و عاطفية جيدة سنرسل هذه الإشارات لمن حولنا ، و إن كنا في حالة سيئة فالإنفعال السيء و بلا وعي منا ينتقل لمن حولنا، خاصةً ذوي الحس المرهف ( الأطفال).

و بقدر ما يكون الشخص حاذق إجتماعياً، ذكي عاطفياً يكون تأثيره أقوى و أكبر على من حوله.

نحن نحب صحبة بعض الأشخاص لأن مهارتهم العاطفية تجعلنا نشعر بأننا بخير، و طاقة التفاؤل و الهدوء و التفاعل معنا تجعلنا هادئين منسجمين في الجلوس معهم، و على العكس تماماً.

ما علاقة هذا بالأطفال ؟!

الطفل كثير الإحتكاك بأمه ، و تقريباً هي الشخص الوحيد القادر على التأثير فيه سواءً بوعي أو بدون وعي.

إن كنتي تعانين من القلق المزمن أو حالة مزاجية سيئة في أغلب الوقت أنتي بهذا تنقلي هذه الإنفاعلات و بلا وعي منك لطفلك، و طفلك أيضاً يستقبل هذه الإنفعلات منك و بلا وعي تبدأ تظهر عليه نوبات الغضب و علامات القلق و البكاء و الصراخ.

هذا إن وضعتي في عين الإعتبار أن الأطفال ليسو مثلنا نحن البالغون ، لم يكتمل لديهم مركز التحكم في الإنفعالات بعد، و ليس لديهم الخبرة الكافية للتعبير عن مشاعرهم، فيتم التعبير عنها بهذه الطريقة ، و أنتي بدورك وبلا وعي منك تستقبلي هذه الإنفعالات أيضاً من طفلك، و تظلوا في نفس الدائرة من فعل و رد فعل طوال اليوم بلا وعي أو إدراك أياً منكم لما يحدث في هذه اللحظة.

أنتِ كأم ترسلين إشارات عاطفية لأطفالك، إشارات تؤثر فيهم ، و يتطلب منك عدم تسريب الإنفعالات المزعجة لأطفالك، بمعنى أن تتمتعي بقدر من الذكاء العاطفي ، ولا تتأثري أيضاً بإنفعالات طفلك المزعجة، حاولي التحلي بالهدوء وسط اضطراب أطفالك مرة بعد أخرى، و ستجدي فرق واضح في سلوكهم، إن قوة الهدوء لديك في وقت انفعال طفلك ستعمل على تهدئة طفلك بشكل تلقائي، و مع مرور الوقت سيعتاد الطفل على التقليل من إنفعاله و غضبه، بشرط أن يكون هدوءك حاسم و بشعور منك أنكِ أنتي المسيطرة على هذه الحالة الشعورية بحيث تكون قوة عاطفتك و هدوءك أكبر بكثير من قوة إنفعاله.

أيضاً تجنبي التعامل مع طفلك بإنفعال، فإن طفلك يقلد وبلا وعي الإنفعالات التي يراها أمامه من خلال تقليد آلي خارج عن وعيه لكل ما يبدو على وجوه الآخرين من تعبير ، مثل إيماءاتهم و نبرة صوتهم، و علامات إنفعالية أخرى غير منطوقة، من خلال هذه المحاكاة طفلك يستقبل حالتك المزاجية .

أيضاً الأطفال أكثر حساسية في إنتقال الإنفعالات إليهم، فحين يرون وجهاً باسماً أو غاضباً، تظهر على وجوههم الحالة النفسية نفسها. 

يجب أن تحافظي أيضاً على التناغم و التوافق في الأمزجة بينك و بين طفلك ، بحيث تكوني قادرة على استيعاب طفلك تحت سيطرتك، بهذا يسهل التفاعل معه أكثر على المستوى العاطفي .


أخيراً: اعلمي عزيزتي أنكِ وحدك من يستطيع التأثير بأطفالك من خلال طاقتك التي تمتلكيها، فاجعلي طاقتك دائماً عالية تطغي على طاقتهم ، دعي طاقة الهدوء لديك تطغي على طاقة العصبية لديهم، و أصري على موقفك و هدوءك ، بهذا سيسهل التحكم بانفعالاتهم و الوضع العاطفي لديهم 


تعليقات



Font Size
+
16
-
lines height
+
2
-