https://ahmedkutb.com/code القيادة في نفسك أولاً
randomPost

القيادة في نفسك أولاً


 كثير هي الكتب و المحاضرات التي تتحدث عن القيادة، و ربما ترين كثير من الناس يتحدثون عن فن القيادة و عن الأشخاص القياديين و كيف تكون قائد ناجح ، لكن على المرء أولاً أن يتعلم كيف يقود نفسه، فالقيادة تبدأ من الذات أولاً، فإن استطعنا تغيير أنفسنا و قدناها بالإتجاه الصحيح عندها نستطيع التأثير في جميع من حولنا.

يحتاج كل شخصٍ منا إلى رحلة ذهنية و فكرية داخل ذاته يرسم من خلالها مسار حياته، فهذا من المؤكد أنه يساعد في تطوير قدراته على التحكم بنفسه و مساعد جداً للوصول لغاياته، فعليك بالخطوة الأولى في قيادة ذاتك و أفكارك و معتقداتك، و رسم خطة متكاملة و صياغة سيناريو جميل لقصة حياتك، و أن تحاولي جاهدة ألّا تخرجي عن هذا السيناريو، ففي هذه الحالة من جهاد النفس و قيادة الذات و إدارتها و الانتصار عليها نشعر بتكامل كبير و انسجام عميق و نقود أنفسنا من الداخل بسهولة، حينها نقود من حولنا و نغير حياتهم بسهولة. لكن يبقى الشيء المهم أن نعرف اتجاه البوصلة الصحيح الذي نريده و نرغبه، ثم كيف سنمهد لأنفسنا و ذواتنا أن نبدأ بصعود أول درجة.
دائماً الخطوة الأولى تكون هي الأصعب لكن حالما نبدأ تّتابع باقي الخطوات، لابد أننا سنواجه كماً هائلاً من الإحباط، لكن إذا كان الحماس معد و النجاح معد يمكننا التغلب على جميع المصاعب و العقبات، لكن أولاً راقبي معتقداتك، فالمعتقدات هي المرشحات المعدَّة مسبقاً و المنظمة لرؤيتنا للعالم، إن كانت معتقداتك لا تدعمك في مسار رحلتك تبني معتقدات جديدة، بشرط أن تكون هادفة ولا تنافي أخلاقنا و ديننا الإسلامي الحنيف. لذلك حددي رسالتك و اعلمي جيداً ماهي أهدافك بهذه الحياة ثم ضعي لكِ رؤية مستقبلية بأن توصفي حياتك كما تريدينها أن تكون، و ما الطرق و السبل التي ستسلكينها، و ما المعتقدات التي ستتبنيها لتحقيق هذه الأهداف بشرط أن تكون رؤية هادفة و واقعية و قابلة للقياس، ولا تخلطي بين الأهداف و الآمال، فالهدف هو النقطة التي تنطلق نحوها الجهود في التخطيط و ترتبط بما نريد تحقيقه مستقبلاً، وهي تمثل نقطة وصول يُبذل في سبيلها مجهودات، أما الآمال أو الأمنيات فهي مجرد رغبات اعتباطية لا تتحول إلى أهداف إلا إذا بذل الشخص مجهود و سعى إلى تحقيقها، و عليكِ أن تعرفي أنَّ الأمنيات الجميلة و الطموحات مالم يكن لها رصيد من الواقع تبقى مثل بيوت من الرمل على الشاطئ، و اعلمي أن قدر المرء على قدر همته و المرء حيث يضع نفسه.
بادري بالعمل و اسعي دائماً للتطور فقانون الطبيعة الخالد هو التطور و التكيف، فإن لم تستطيعي تطوير نمط حياتك كي يتلائم مع البيئة الجديدة فلن تحيي في هذه الحياة بل ستنقرضي، فيمكنكِ أن تتغيري و تتألمي قليلاً حتى تعيشي بنجاح أكبر، كما يمكنك أن تتعبي قليلاً حتى تكوني جاهزة و مستعدة للحياة، و تذكري دائماً أن سبب النجاح هو العمل الدءوب و الانضباط الشديد و التفكير الإيجابي، و هناك مقولة لإبن القيم تدفعني دائماً للعمل و التحرك نحو الأفضل، فهو يقول:( العبد سائر لا واقف فإما إلى فوق و إما إلى أسفل، و إما إلى الأمام و إما إلى الوراء ، وليس في الطبيعة ولا في الشريعة وقوف البتة، ماهي إلا مراحل تطوى أسرع طيء إلى الجنة أو النار، مسرع و مبطئ، متقدم و متأخر و ليس في الطريق واقف البتة).
فيجب أن تشدي الهمة و تقودي نفسك إلى الأمام دائماً، و إياكي أن تشتغلي بما يصلح غيرك قبل إصلاح نفسك، ركزي على نفسك أولاً و من ثم تستطيعين التأثير على من حولك، و لا تستهيني أبداً بطاقتك و قدراتك فجميعنا يمتلك طاقات لا ننتبه لها ولا تخرج من مخبئِها إلّا في أوقات الشدة.
أخيراً أقول لكِ العمل و العمل الجاد الشاق مع شحذ الهمة هي الخطوة الأولى للوصول إلى نهاية الطريق الطويل في رحلتك، و عليكِ أن تكوني مؤمنة بما تقومين به بإيمانك بالخالق عزَّ و جل، فالإيمان هو البوصلة التي ترشدنا إلى أهدافنا و تمنحنا الثقة في الوصول إليها، و عندما تؤمنين بما تقومين به ستتحملي مشقة و عناء التنفيذ وهذا يمنحك أيضاً النشاط الدائم و الهمة العالية، و تذكري دائماً أن من حققو شيء في هذه الحياة فعلو ذلك بإيمانهم بالقدرة على تحقيقه.
تعلمي جيداً كيف تقودين نفسك و كوني جادة في فعل ذلك عندها ستتمكني من القيادة في بيتك و أولادك و مجتمعك و التأثير فيهم.

تعليقات



Font Size
+
16
-
lines height
+
2
-