https://ahmedkutb.com/code المكاسب الصغيرة في تغيير العادات
randomPost

المكاسب الصغيرة في تغيير العادات


 تحدثنا في المقال السابق عن العادات و كيف لها أن تكون سبب في بناء أو هدم جانب من جوانب حياتنا و ذكرنا أنه يوجد عادات محورية تغييرها يؤدي إلى تغيير عادات أخرى و هذا ما سنسميه في هذا المقال " بالمكاسب الصغيرة".

هناك عادات أساسية أو محورية إذا ركزنا على تغييرها و إصلاحها يمكننا تحقيق التحول على نطاق واسع، خذي على سبيل المثال عادة النوم و الإستيقاظ المتأخر، إذا قمتي بتغيير هذه العادة فقط ستلاحظي التغيير على نطاق واسع باقي اليوم و على بقية الأشياء و العادات الأخرى، سيمكنك ذلك مثلاً من اكتساب عادة شرب كوب من القهوة الساخنة و التأمل أو التخطيط لباقي اليوم بدلاً من شربها و أنتِ تركضين - هذا إن كان يتسنى لك شربها حالياً - و عند اكتسابك عادة التخطيط في أول اليوم و تحديد الأولويات ستتمكني من إنجاز أشياء كثيرة خلال اليوم، و سيكون يومك بمثابة تحفة فنية رائعة يمكنك صياغتها، و كل هذا بسبب تغيير عادة واحدة فقط !!

فالعادات الأساسية تقدم ما يعرف بالمكاسب الصغيرة التي تساعد العادات الأخرى على الازدهار و ترسيخ ثقافات يصبح فيها التغيير أمراً معدياً، صحيح أن تحديد هذه العادات أمر صعب، و أن عبور الفجوة بين فهم هذه المبادئ و استخدامها يتطلب قدراً من البراعة لكن ستتمكني من ذلك إن جربتي و حاولتي مراراً و تكراراً بالإضافة إلى التركيز العالي لأداء هذه المهمة.


إن المكاسب الصغيرة أو العادات الأساسية يمكنها إحداث تغيير على نطاق واسع، فهي تمتلك قوة هائلة لأنها تزود التغييرات التحولية بالوقود، فحالما يتم تحقيق مكسب صغير أو تغيير عادة أساسية يبدأ لدينا حافز لتغيير عادة أخرى أو إنشاء عادة جديدة بمثابة مكسب صغير آخر، و عن طريق هذه الفوائد الصغيرة يمكننا أن نقنع أنفسنا بتحقيق إنجازات أكبر، فهو شيء في متناول أيدينا، وهذا بحد ذاته حافز قوي لكِ لتحقيق أهدافك. و هناك مثل صيني يقول " من يزيل جبلاً يبدأ بنقل حجارة صغيرة".

لا تستهلكي طاقتك في إنشاء تغييرات كثيرة مرة واحدة ، لأن تراكم الكثير من التغيرات مرة واحدة يجعل من المستحيل على أي شخص الالتزام بها ، لكن يمكنك التركيز على تغيير عادة أساسية واحدة و جعل الأمور الأخرى المرتبطة بها تتغير من تلقاء نفسها إلى أن يصبح الأمر روتيني، ثم ركزي على عادة أساسية أخرى و هكذا، لا أخفيك أن العملية ستكون مرهقة و متعبة إن فكرتي بها في بادئ الأمر، لكن عند التطبيق ستلاحظي أن الأمور تسير من تلقاء نفسها مع القليل من الصبر و المثابرة و العمل الدؤوب و وجود العزم لديك، أن تميلي دائما إلى العمل نحو التحديات بقوة، و الاستمرار في بذل الجهد و الاهتمام برغم الإخفاق و الشدائد و العقبات التي تواجهينها في طريقك نحو التقدم.

هناك عادة أريدك أن تنميها لديك و بقوة وهي " قوة الإرادة" أن تعتادي على أن تضعي هدف أمامك ولا ترتاحي حتى تحصلي عليه، و كما تحدثنا سابقاً أن قوة الإرادة هي عضلة مثل باقي العضلات الموجودة في ذراعك أو رجلك، فهي تصاب بالتعب عند استخدامها بكثرة، لكن يمكننا أيضاً تدريبها و جعلها أقوى، فتقوية عضلات قوة الإرادة في أي جانب من جوانب حياتنا تترك آثارها في نوعية الحياة التي نعيشها و درجة اجتهادنا في العمل، عندما تصبح قوة الإرادة أقوى فإنها تلمس كل شيء، عندما تتعلمي إجبار نفسك على النهوض باكراً، أو البدأ في عمل حمية غذائية فهذا يمثل جزء من قيامك بتغيير طريقة تفكيرك، فستصبحين قادرة على تنظيم دوافعك كما ستتعلمين كيفية إلهاء نفسك عن الإغراءات، و حالما تصلين إلى عادة قوة الإرادة فإن مخك سيتدرب على مساعدتك في التركيز على تحقيق أهدافك.

و تذكري دائماً أن الأشخاص الذين يتمتعون بدرجة عالية من التحكم بالنفس لا يحتاجون إلى المجهود الفكري أو النفسي في أعمالهم، و هذا يرجع إلى أن العادة و قوة الإرادة تظهران من تلقاء نفسهما دون أن يضطرو إلى التفكير في ذلك.


أخيراً عليكِ أن تجربي و تقومي ب أشياء مختلفة إلى أن تجدي الأشياء التي تحقق النجاح و تخدمك في تحقيق أهدافك و في مسيرتك الحالية، و في النهاية ستدركي أن أفضل طريقة هي التركيز على لحظات النجاح الصغيرة و تحويلها إلى محفزات.

تعليقات



Font Size
+
16
-
lines height
+
2
-