https://ahmedkutb.com/code العادات اليومية و علاقتها في تحقيق النجاح
randomPost

العادات اليومية و علاقتها في تحقيق النجاح


كنا نتحدث دائماً عن الأهداف، وعن طرق تحقيق النجاح و الوصول ل أهدافنا، و البعض منا يفتش دائماً عن العصا السحرية التي ستحول كل الخطط و كل الأحلام إلى حقيقة، لكن غالباً ما نتجاهل عنصر مهم في حياتنا إذا ما كان هو كل حياتنا، ألا وهو العادات.
عندما نتأمل الأشخاص الناجحين أو الذين استطاعو الوصول لهدف معين هناك شيء مشترك بينهم جميعاً، أنهم حققو النجاح عن طريق التركيز على الأنماط التي تشكل كل جانب من جوانب حياتهم، لقد نجحو عن طريق تغيير عاداتهم اليومية.

سأتحدث في هذا المقال عن قوة العادات و كيف لها أن تكون سبب رئيسي في بناء أو هدم جانب من جوانب حياتنا، لكن ماهي العادات؟
ذكر الكاتب تشارلز دويج في كتابه " قوة العادات" تعريف العادات بأنها الإختيارات التي نقوم بها بشكل مقصود في وقت معين ثم نتوقف عن التفكير فيها و لكننا نستمر في القيام بها غالباً في كل يوم، وفي وقت ما، و هذا الأمر يأتي نتيجة طبيعية بسبب عمل الأعصاب لدينا.

إذا تأملنا حياتنا اليومية سنلاحظ أن العادات تشكلنا بدرجة تتخطى إدراكنا أو ما نسميه نحن بالروتين اليومي، بحيث كل شخص منا لديه عادات صباحية و عادات مسائية يقوم بها مع إستثناء أي شيء آخر بما في ذلك التفكير السليم، فهي قوية و دقيقة للغاية و من الممكن أن تنشأ خارج مجال وعينا و غالباً ما تحدث دون تصريح منا، و على العكس تماماً يمكننا تصميمها و إعادة تشكيلها وهذا ما يفعله الناجحون. 
لكن كيف يمكننا تشكيل عادة جديدة؟ 
كل شخص منا بحاجة إلى وجود هدف في حياته، شيء يجب عليه أن يعمل من أجله، و أن يقوم ببعض التضحيات منها التخلي عن عاداته القديمة و بناء عادة جديدة، و غالباً ما يتطلب الأمر التركيز على تغيير عادة واحدة، و إعادة برمجة الأمور الروتينية الأخرى في حياتنا أيضا.
هناك عشرات إن لم يكن مئات من التكتلات السلوكية التي نعتمد عليها في كل يوم، فعندما تنشأ العادات يتوقف المخ عن اتخاذ القرار و يوجه التركيز إلى مهام أخرى. لكن عليك أن تعرفي أن العادات ليست قدراً محتوماً فمن الممكن تجاهل عادة أو تغييرها و استبدالها.
فكري جيداً و اعرفي ماهي العادة التي تقف حائلاً بينك و بين تحقيق أهدافك و استبدليها بعادة أخرى، فإذا لم تحاربي العادة عن عمد، و إذا لم تكتشفي أموراً روتينية جديدة فإن النمط سوف يظهر بطريقة تلقائية. لن تستطيعي التخلي عن عادة أو روتين يومي فجأة، و لكن يمكنك تكوين أموراً روتينية جديدة تتفوق على تلك السلوكيات إذا سيطرتي على حلقة العادة، إذ لابد من وجود رغبة تسهل نجاح الدلائل و الجوائز، وهذي الرغبة هي التي تعزز حلقة العادة، فسبب القوة الشديدة التي تتمتع بها العادات أنها تخلق الرغبات العصبية وفي معظم الأوقات تنشأ هذه الرغبات بصورة تدريجية. 
فكل ما تحتاجينه الآن أن تدركي عاداتك اليومية و الأخص تلك التي تحول بينك و بين أهدافك و ما الشيء اللذي يدفعك للقيام بها. صحيح أن فهم الدلائل و الرغبات الموجودة لعاداتك الحالية لن يجعلها تختفي فجأة لكن سيمنحك خطة لكيفية تغيير النمط المعتاد، و استبدالها بعادات جديدة تخدمك في رحلتك الجديدة. و عند الحصول على عادة جديدة تخدمك لتحقيق أهدافك لن تكوني بحاجة لاتخاذ القرار، لأن كل شيء سيصبح رد فعل في النهاية عادة و ليس اختيار.
و تذكري دائماً أن استبدال العادة ينجح على نحو جيد من إخفاء العادة بذاتها، و ركزي دائما على العادات المحورية، تلك العادات التي تمتلك القوة لتبدأ تفاعلاً تسلسلياً مما يؤدي إلى تغيير العادات الأخرى، فالنجاح لا يعتمد على تصحيح كل شيء لكنه يعتمد على تحديد عدد قليل من الأولويات الأساسية و صياغتها بشكل كافي لكي تصبح أدوات قوية.

و أخيراً كوني مؤمنة بما تقومين به، و أن الأشياء سوف تتحسن في النهاية إلى أن تتحسن، فنحن لا نستطيع تغيير كل شيء في ليلةٍ و ضحاها و لكن يمكننا ذلك بالثبات و الصبر و الإستمرارية.



 ،،،ترقبي في مقال آخر كيفية تغيير العادات السيئة إلى عادات جيدة،،،

تعليقات



Font Size
+
16
-
lines height
+
2
-