https://ahmedkutb.com/code فن إدارة الوقت
randomPost

فن إدارة الوقت


 هل سألتي نفسك يوماً ( هل استغل وقتي أفضل استغلال؟!)..

يقول الكاتب براين تريسي : " الوقت أشبه بسلعة سريعة التلف لا يمكن تخزينها، لا يمكن استبدالها، ولا شيء يحل مكانه".

جملة عميقة شبه الكاتب فيها الوقت أدق التشبيه !.

  انظري إلى ما مر من حياتك، هل يمكنك استرجاعه؟ بالطبع لا !. أيام و سنين من حياتنا أضعناها هباءً منثوراً، و السبب ليس كما قد تضنين، أنكِ كنتي غافلة، أو قلة العزيمة، و عدم وجود هدف و التخطيط له ، هذه ليست أسباب حقيقية ، السبب الحقيقي أنكِ ربما لم تكوني قد تعلمتي كيف تديرين وقتك، و إدارة وقتك هو بالحقيقة إدارة لحياتك، ولا يوجد شيء أهم من الوقت.


أنتِ لا يمكنك استرداد وقتك الضائع، ولا يمكنك ادخار وقتك الحالي، لكن يمكنك حقاً استغلال هذا الوقت.

ركزي انتباهك أولاً على الأمور الأكثر أهمية ، يمكنك وضع قائمة بمهامك اليومية ثم ترتيبها من المهمة الأهم إلى الأقل أهمية، ولا تضيعي وقتك بما هو أقل أهمية عندما تكوني لم تنجزي الشيء المهم بعد.

اكتسبي عادة التخطيط و التدوين، من المؤكد أنكِ ستستغرقين ما يقارب العشر دقائق في التخطيط ليومك التالي و كتابة مهامك و أولوياتك، لكن هذا سيوفر لكِ الكثير من الوقت خلال اليوم، خاصةً إذا تم التخطيط من اليوم السابق و قبل النوم بالذات، هذا سيجعل عقلك اللاواعي يشتغل على ترتيب هذه المهام و الاستعداد لإنجازها في اليوم التالي، و أيضاً سيجعلك تستيقضين و أنتي أكثر نشاطاً، أكثر إيجابية و أكثر استعداد للقيام بهذه المهام.

جربي أن تدوني مهامك التي تودين القيام بها اليوم، و عند الإنتهاء من مهمة احذفيها من القائمة، لن تتوقعي مقدار السعادة ، و الثقة بالنفس، و الإحساس أنكِ أمسكتي بزمام الأمور. وهذا أيضاً يعطيك دفعة إيجابية للقيام بالمهام الأخرى، لكن أولاً يشترط أن يكون لديك قدر هائل من الإنضباط الذاتي .

يجب أن تحددي ما ستقومين به أولاً ، و ما ستقومين به ثانياً ، و مالم تقومي به مطلقاً، فهناك أشياء يكون لها قيمة أكثر ، و يترتب عليها تداعيات أكثر إن لم تقومي بها، لذلك ضعيها في أول القائمة، و أشياء أخرى إذا لم تقومي بها لن يحدث ذلك فارقاً كبيراً فضعيها في آخر القائمة. و إياكي و تأجيل المهام و التسويف، فإذا كان للنجاح عادات و أولها الانضباط، فللفشل أيضاً عادات و أولها تسويف المهام و تأجيلها.

الافتقار للإنضباط الذاتي يدفع الكثير من الناس إلى تسويف المهام المهمة بحجة القيام بأمور أخرى أقل أهمية، لذا أنصحك بتحديد أولوياتك في بداية اليوم و التصرف على أساس هذه الأولويات.

و الأهم من ذلك أن تتعلمي كيفية ضبط الذات في إنجاز الأمور و هذا يتمثل في القاعدة " أن تقومي بالشيء الذي يتوجب عليك القيام به حالياً حتى و إن لم تكوني تودي القيام بذلك" ، بعدها سيكون أي شيء تقومي به عادة متأصله فيك و هذا ما أريد منك الوصول إليه، أن تثبتي عاداتك في إستثمار الوقت، و تأصلي عاداتك التي حددتيها للوصول لهدفك، و كما ذكرنا سابقاً و تحدثنا مراراً و تكراراً، أي شيء في حياتك إن لم تستمري عليه لن يكون له أي تأثير في حياتك، فالعبرة دائماً بالتكرار و الإستمرار و ليس بالقوة أو البدايات المذهلة.

و تذكري دائماً كلما ألزمتي نفسك باستغلال وقتك ، كلما شعرتي بالكثير من السعادة و الثقة بالنفس، و هذا يعطيك دفعة لمزيد من الإلتزام و الإنضباط مما يخلق لكِ حلقة روتينية جيدة، لكن إياكي أن تكسري هذه الحلقة بالإهمال أو التسويف ولو لمرة واحدة...

خذي قرار الآن و ابدأي بالتخطيط ليوم غد ، إبدأي الآن و لا تؤجلي سعادتك.. توكلي على الله عزَّ و جل و اطلبي منه العون و أن يمدك بالقوة و الصبر على ما نويتي القيام به، و رددي دائماً ( حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم) و سترين نتائج مذهلة بإذن الله.

تعليقات



Font Size
+
16
-
lines height
+
2
-