https://ahmedkutb.com/code لا مفر من الفشل
randomPost

لا مفر من الفشل


 هل سألتي نفسك يوماً لماذا البؤس و الإحباط منتشر في الأوساط؟!

هذه المشاعر السلبية التي باتت منتشرة في أوساط الشباب و الشابات في كثير من المجتمعات العربية و الغير عربية...

إذا نظرنا للسبب الحقيقي هو أن البعض إذا لم يكن الأغلب يضن أنه إنسان فاشل، فاشل في تحقيق هدفٍ ما في حياته، فاشل في تكوين العلاقات و الإستمرار فيها، فاشل في تربية أبناءه، فاشل في التخلص من عاداته السيئة، و تضل هذه الصورة الذهنية تلاحقه في كل مكان و تسيطر عليه في كل جانب من جوانب حياته.

  عزيزتي... الفشل وارد ولا مفر منه، و النجاح أيضاً وارد، فشلك في بعض الأمور لا يعني أنكِ إنسانه فاشلة، قد تكوني فعلتي الأمر بطريقة خاطئة، قد يكون هناك نقص في التخطيط و التنفيذ و الإستمرارية، لكن لا تجعلي هذه المشاعر السلبية تسيطر عليك.


في البداية عليكي أن تدركي جيداً أنه ليس من الضروري أن يكون هدفك الأول هو إصدار الأحكام على نفسك، و ليس عليكي أيضاً أن تشعري بالذنب حيال قيامك ببعض الأمور التي لم تجدي معكِ نفعاً، إطوي صفحة الماضي و ابدأي من جديد، بعقلية جديدة، و معتقدات جديدة أيضاً، فأن تنجحي بأمرٍ ما في حياتك هي مسألة لا تتعلق بالحظ، ولا بالذكاء، و إنما تتعلق بامتلاكك قناعات معينة عن الحياة و النجاح و الفشل، عن الفرص و كيفية استغلالها، عن كيفية النظر للأمور بطريقة إيجابية و تحويل كل شيء لصالحك.

بالطبع لا يمكنك إصلاح جميع مشاكلك في نفس الوقت، وهذه الحقيقة التي لا يمكن نكرانها، لكن يمكنك أن تدربي نفسك على تطوير المهارات التي تحتاجينها إما على تجنب الفشل، أو التي تساعدك للوصول لهدفٍ ما و حل المشاكل التي تواجهينها.


  واجهي مخاوفك ولا تدعيها تسيطر عليك، فإبعاد نفسك عن المخاوف لا يخفف تأثيرها عليك، و التحرك باتجاه مخاوفك هو الطريق الصحيح لكي تتخلصي منها ولا تسمحي لها بأن تحتلك.

كوني صادقة مع نفسك و واجهي ألمك، أن تكوني حريصة جداً على بقائك بمأمن هذا شيء لا يطورك، ولا يجعلك تجازفي خارج منطقة الراحة الخاصة بك، و هذا ما يجعلك تشتكين أن النجاح صعب لا يمكن نيله، و هناك مقولة لنجيب محفوظ يقول فيها " الخوف لا يمنع الموت و لكنه يمنع الحياة".

  خذي نفس عميق و قرري أن تبدأي من جديد، و تذكري دائماً أن كل أولئك الناجحين الذين ترينهم لم ينجحو من أول أو من ثاني مرة، لكل واحدٍ منهم قصة كفاح خاصة به، وكل شخصٍ منهم حاول و فشل، قام و وقع، جرب أكثر من طريقة و أكثر من مسار ليصل لمراده، و البعض أخذ منه ذلك عمره كله، و بمناسبة ذكر الوقت، الوقت يمضي على أيةِ حال، فلا تتخلي عن حلم بسبب الوقت الذي يحتاجه لتحقيقه، و تعلمي من أخطاء الآخرين، فهذا سيوفر لكِ بعض الوقت، و انظري أيضاً للأشخاص الذين حققوا ما أردتي تحقيقه، فإذا كان هناك شخص واحد على وجه الأرض استطاع تحقيق هذا الشيء فأنتي أيضاً قادرة على تحقيقه. لكن تعلمي الصبر ، فالصبر هو كل شيء.


   أخيراً.... الرفض لا يجب أن يوقفك أبداً، و الفشل ليس مشكلة إطلاقاً، و إيمانك بنفسك و معتقداتك و مواهبك هو المفتاح الأول لنجاحك، كوني واثقة من نفسك، و عيشي بعقلية البطلة لا بعقلية الضحية، و اعلني لنفسك أنكِ تستحقين ما أردتي تحقيقه، و أنكِ قادرة على إنجاز ما عزمتي على إنجازه، و ابدأي بأمور صغيرة يمكنك المداومة عليها ثم طوريها تدريجياً، و لا تتوقعي البداية المذهلة إطلاقاً، ولا تقفي لتري ما حققتي، بل واصلي المسير و يوماً ما سترين إنجازاتك تتحدث بنفسها عنكِ، و ستقفين شامخة معتزة و فخورة بما حققتيه. فقط ثقي بالله أولاً، و بنفسك ثانياً ، و اطلقي العنان لنفسك للإبداع.

تعليقات



Font Size
+
16
-
lines height
+
2
-