https://ahmedkutb.com/code تخلصي من الجدال و طوري منظورك الذاتي
randomPost

تخلصي من الجدال و طوري منظورك الذاتي

 



حياتنا مليئة بالجدال و النزاع اليومي ، قد لا نتفق مع شخص ما بوجهة نظر ، فيتولد عن ذلك نزاع طويل و قد يكبر الأمر من مرحلة الجدال إلى مرحلة الخصام أو الإبتعاد أحياناً ، نتمسك دائماً بوجهة نظرنا ، رأينا ، و ما نراه نحن متجاهلين أي حديث من الطرف الآخر على أنه ليس صحيح ، بل خطأً بحت.

 في بعض الأحيان أو الكثير من الأحيان جميعنا يرى الأمور من زاوية محددة ، من طرف واحد ، ولا نفكر مجرد التفكير بالوقوف في الطرف الآخر أو زاوية أخرى و رؤية الأمور من هناك .

إذاً ... ما الحل ؟؟ هل من الممكن أن أتخلص من هذا الجدال أو النزاع ؟! 

بالطبع نعم !!! 

إن استطعتي أن تري الحياة من وجهة نظر الآخرين عندها ستصبحين أكثر تفهماً و أكثر تعاطفاً ، بدلاً من أن تكوني أكثر جدلاً . 

إن كنتي لا تبحثين عن مصلحتك فقط أثناء الجدال بل مصلحة الطرف الآخر أيضاً ، عندها تستطيعي أن تخففي من وطأة هذا الجدال على كِلا الطرفين.

 تخلصي من الجدال بتطوير منظورك الذاتي ، عندما تدركي أن للحقيقة أوجه متعددة بدلاً من أن تكوني حبيسة وجهة النظر الواحدة للأمور ، عندها تستطيعي تبني وجهات نظر الآخرين و رؤية العالم من وجهات نظرهم .

هذا الأمر بالتأكيد لا يتم بسرعة، أو بضغطة زر كما يضن البعض ، إنما تحتاجين للكثير من الأمور التي يجب التدرب عليها لتصلي إلى هذه المرحلة من الحكمة.

يجب عليكي أولاً أن تفكري في تفكيرك إن كنتي دائماً ما تفكرين فقط بمصلحتك الشخصية دون النظر إلى مصالح الآخرين ، إن كنتي قد تتنازلي عن آراءك الشخصية بمجرد أن تعرفي أنها خاطئة ، أم تضلي متمسكة بها حتى بعد أن تدركي أنك لستِ على الصواب ، من بعدها إبدأي بالتفكير بعقول الآخرين ، كأن تري الأمر من جهتك أنتي و تفكري فيه ، ثم ترينه مرة أخرى من جهةالطرف الآخر و تفكري فيه من وجهة نظره ، إن استطعتي أن تضعي نفسك مكانهم ، و التفكير بعقولهم ، ستتضح لكِ أمور أخرى ربما لن تستطيعي رؤيتها و فهمها من جهتك أنتي ، هذا سيجعلك أكثر تفهماً، بل أكثر تعاطفاً معهم ، و سيجعل علاقتك معهم أكثر تعمقاًت و محبة .

و لكي تساعدي نفسك في فهم وجهات النظر المختلفة ، عليكِ بقراءة بعض القصص و الروايات ، فإن لها أثر كبير في تقمص حياة إنسان آخر ، بل تجعلك تشعرين بنفس المشاعر التي يشعر بها بطل القصة ، و هذا له أثر كبير في تقمص شخصيات الآخرين و فهم وجهات نظرهم و مشاعرهم و أحاسيسهم ، و هذا بالطبع يخفف من حدة الجدال مع الطرف الآخر .

استمعي جيداً لمن حولك ، امتلاكك مهارة الاستماع تغنيك عن مهارة الجدال ، استمعي و تعاطفي ، و وسعي دائرة تعاطفك لتشمل أكبر قدر من المحيطين بك ، فهناك رابط قوي بين الإستماع و التعاطف و بين تطور المنظور الذاتي و الإرتقاء النفسي ، و بالتالي قلة الجدال و النزاعات .

دربي نفسك على التعاطف ، فأحد مقومات الإرتقاء النفسي هو التعاطف ، و أثناء جدالك مع شخصٍ ما ، خاصةً المقربين منك ، و من تربطك بهم علاقة قوية ، لا تجعلي هدفك الوحيد أن تكسبي هذا الجدال ، أنتي حقاً لن تأخذي جائزة كأس العالم في ربح هذا الجدال ، إنما اجعلي هدفك أن تصلي لحل مشترك ، وضع يرضي و يريح جميع الأطراف ، اشرحي وجهة نظرك بكل هدوء و استمعي للطرف الآخر حين يشرح وجهة نظره ، وهدفك أن تخرجي من هذا الجدال دون أن تخسري علاقتك مع الشخص المقرب منك ، لا أن يكون هدفك أن تكسبي الجدال حتى لو فقدتي عزيز و غالي على قلبك ، و ربما قد تكونين غاليةً أنتي على قلبه أيضاً!!! 


أخيراً ... تصالحي مع فكرة الإختلاف كجزء من طبيعتنا البشرية ، ولا تسمحي لهذه الأمور أن تزعجك ، تقبلي الإختلاف مع وضع حل وسط يرضي الطرفين ، اقرأي ، ثقفي نفسك ، حاولي التعرف على وجهات النظر الأخرى ، و إن لم تكوني متأكدة اسألي ، لتتأكدي أن فهمك صحيح او خاطئ ، طوري منظورك و اجعليه يتسع لترتقي و تسمي لأعلى مراحل التطور النفسي ، حين تتقبلي الآخرين ، و تتقبلي اختلافهم و وجهات نظرهم دون أن تشعري بأن هذا يمس شيء من ذاتك ....

تأملي في سورة الكافرون قوله تعالي : ( لكم دينكم و لي ديني ) ، امشي على هذا المبدأ ، إن لم يكن للجدال أي فائدة ، فلهم مطلق الحرية في كامل تصرفاتهم ، و لك كامل الحرية في جميع تصرفاتك .  

تعليقات



Font Size
+
16
-
lines height
+
2
-