أسميتها لعبة لأن الأمر أشبه بلعبة ممتعة بالنسبة لي ، حين أرتب أولوياتي في أول اليوم ، أشعر و كأني أقوم بترتيب قطعة بازل ، لكن هذه القطعة مختلفة عن غيرها ، إنها صورة ليومي الجميل و ما سيكون عليه ، من خلفها صورة هدفي الكبير و نجاحي المنتظر .
قررت أن أعلمك هذه اللعبة - المهارة - لعلها ستكون الركيزة الأولى ، المسمار الأول ، أو حجر الأساس الذي ستبني عليه عاداتك و أفعالك التي ستوصلك لهدفك أو حلمك .
تعالي معي لنبدأ الرحلة....
أول ما عليك فعله هو أن تدوني أهدافك ، و ما تودين الوصول إليه ، يجب معرفة ما تودينه بالفعل ، كي تستطعي ترتيب أولوياتك على هذا الأساس ، ثم طوري هذه الأهداف على شكل خطط يومية ، ما الذي يتوجب عليك القيام فيه كل يوم لتصلي لهدفك ، فإن كانت لديك أهداف و خطة واضحة لتحقيق أهدافك سيكون تركيزك منصباً على مسار محدد للتحرك عليه ، وهذه النقطة الأولى أو الركيزة الأساسية التي سيترتب يومك عليها ، و من ثم ابدأي الإجتهاد في إدارة وقتك ، من خلال توجيه انضباطك تجاه الوقت ستحددي ما ستقومين به أولاً ، ثم ما ستقومين به ثانياً ، و ما لن تقومي به مطلقاً .
ذكر الكاتب براين تريسي في كتابه " قوة الإنضباط " مبدأ باريتو (قاعدة ٨٠/٢٠ ) على أن ٢٠ % من الأشياء التي تقوم بها تحتوي على ٨٠ % من قيمة ما تنجزه ، و هذا يعني أن ٨٠ % مما تقوم به يستحق ٢٠ % أو أقل من قيمة ما تنجزه.
كما يقول أيضاً " نظراً لهذا التباين ، هناك بعض الأشياء التي تقوم بها لها قيمة أكبر من أشياء أخرى بمقدار خمسة أضعاف أو حتى عشرة أضعاف ، و التحدي الذي يواجه معظم الناس هو أن أهم الأشياء التي تقوم بها تتسم بأنها كبيرة و مزعجة و صعبة ، و ٨٠ % من الأشياء التي تقوم بها و التي تحدث فارقاً ضئيلاً أو لا تحدث فارقاً على الإطلاق في حياتك هي أشياء مبهجة و سهلة و ممتعة " .
لذا عليكِ أولاً أن تحددي أولويات واضحة ثم الإلتزام بها ، و هناك نظام بسيط لإدارة الوقت ذكره الكاتب " براين تريسي " في كتابه ، يمكنك الإستعانه به مبدأياً لتتعلمي تحديد أولوياتك ، و تنظيم وقتك و التخلص من التسويف ، و عند اكتسابك لهذه المهارة سيكون من السهل أن تعملي الشيء ذاته بالطريقة التي تناسبك و هذه الطريقة اسمها ( طريقة الخطوات الخماسية ) .
أولاً قومي بإعداد قائمة بكل شيء يتعين عليك القيام به كل يوم ، و أفضل وقت لإعداد هذه القائمة هو في المساء قبل خلودك إلى النوم ، و من ثم حددي هذه الخطوات على قائمتك ، أو ضعي هذه الأحرف تجاه كل عمل تنوين القيام به :
خطوة ( أ ) : " يجب القيام بها " - مهمة و لها تداعيات خطيرة إذا لم تنجزيها.
خطوة ( ب ) : " ينبغي القيام بها " - مهمة لها تداعيات غير خطيرة سواء قمت بها او تركتيها .
خطوة ( ج ) : " من الجيد أن تقوم بها " - مهمة ، ليست لها تداعيات سواء قمت بها أو تركتها .
خطوة ( د ) : "فوضها " - مهام يمكنك تفويضها للآخرين لكي تفسح المزيد من الوقت للقيام ب أشياء لا يستطيع أحد سواك أن يقوم بها .
خطوة ( ه ) : " استبعدها " - توقفي عن جميع المهام و الأنشطة التي لم تعد تمثل ضرورة ملحة بالنسبة لعملك و رغبتك في تحقيق أهدافك.
راجعي قائمة أنشطتك على مدار الأيام القادمة ، و اكتبي أمام كل مهمة حرف ( " أ " أو " ب " أو " ج" أو "د" أو "ه" )
و إذا كان لديك العديد من المهام التي تندرج تحت فئة مهام " الخطوة أ " فميزيها بكتابة ( أ-١ ، أ-٢ ، أ-٣، ... الخ ) و هكذا ، و افعلي الشيء نفسه مع مهام خطوة " ب " و مهام الخطوة " ج " ، و القاعدة الأساسية هي : يجب ألا تقومي بمهام الخطوة " ب " حين يكون لديك مهمة غير منجزة من مهام الخطوة " أ " ، و يجب ألا تقومي بمهمة قليلة القيمة حين يكون لديك مهمة ذات قيمة أكبر.
القاعدة الثانية : المهام المهمة يجب أن تختاري لها الوقت المناسب الذي تستطيعي أن تكرسي كامل وقتك و انتباهك لها حتى تنجزيها .
بهذا أكون قد افدتك بأحد الطرق الأكثر فعالية لترتيب الأولويات ، و بمجرد البدء و الإعتياد عليها عندها يمكنك أن تستبدليها أو أن تبتكري لنفسك طريقة أخرى تقدم لكِ نفس الغرض ، بما يتناسب معكِ أنتي شخصياً.
و تذكري دائماً أن إدارة وقتك هو إدارة حياتك ، و تحديد أولوياتك يعطي لحياتك جودة أفضل و يجعك أقرب لتحقيق هدفك .
" كلما الزمت نفسك باستغلال وقتك جيداً ، شعرت بمزيد من السعادة ، و صارت جودة حياتك أفضل بمختلف جوانبها "
براين تريسي
المصادر :
كتاب قوة الإنضباط - الكاتب " براين تريسي "