العادات شيء ثمين كما أنها مدمرة في نفس الوقت، كل شخص منا لديه تلك العادة السيئة التي يسعى للتخلص منها، كما أنها تمثل عائق بالنسبة له تجاه الكثير من الأمور.
قبل أن نتعرف على كيفية التخلص من العادات السيئة و استبدالها بعادات جيدة، من الضروري أن نعرف ما الذي يسبب العادات السيئة؟
معظم العادات السيئة تكون ناتجة عن أمرين هما الضغط و الملل، فكل شيء يبدأ من قضم أظافرك إلى الإفراط في النوم و تناول الطعام و استخدام الإنترنت جميعها قد تكون استجابة طبيعية للضغط و الملل، إذاً الخطوة الأولى لتجنب المزيد من العادات السيئة هي أن تعلمي نفسك وسائل جديدة و صحية للتعامل مع الملل، فعلى سبيل المثال بدلاً من التوجه لشاشة التلفاز أو الهاتف يمكنك وضع كتاب تحبينه أمام عينك كلما شعرتي بالملل توجهتي إليه إلى أن يصبح الأمر عادة تستخدمينها عوضاً عن عاداتك السيئة.
قد يكون الضغط و الملل الطافيين على السطح في الواقع بسبب أمور أعمق، لكن إن كنتي جدية بشأن إحداث التغيير فيتوجب عليك أن تكوني صادقة مع نفسك، أن تعيدي النظر في قناعاتك و مخاوفك و ما الأشياء التي تجعلك تستمرين بالتمسك بأمر يضرك. و استخدمي القاعدة الذهبية " لا تلغي العادة السيئة إنما استبدليها" غالباً استبدال العادة أسهل من إلغاءها، لكن كل عادة موجودة في حياتك فهي موجودة لسبب ما و قد تكون مفيدة بالنسبة لك كما هي مضرة، فنظراً لأنها توفر لكِ نوعاً من الفائدة فمن الصعب أن تلغيها وهذا ما يمثل الصعوبة في تقبل النصائح من الأفراد المحيطين بك، كأن يقولوا لكِ توقفي عن هذا الشيء دون أن ينصحوك بالبديل، وهذه النصائح نادراً ما تنفع، فأنت غالباً بحاجة لعادة جديدة توفر لك نفس الفائدة التي توفرها العادة السيئة. فعلى سبيل المثال إن كنتي تقضمين أظافرك أو تتوجهين إلى المطبخ عندما تتوترين فمن الصعب أن تتوقفي عن هذا الشيء ببساطة، يجب أن توفري حل جديد، عمل آخر تقومين به عند شعورك بالتوتر و تضعي هذه الاستراتيجية الجديدة أمامك دائماً و تخططي لها دائماً إلى أن يصبح الأمر عادة، بهذا تكوني تخلصتي من عادتك السيئة المرتبطة بتوترك و اكتسبتي عادة جديدة مفيدة لك و تحقق لكِ نفس الفائدة في التعامل مع التوتر. إضافة إلى ذلك ابعدي كل المحفزات التي تجعلك تواضبين على عاداتك السيئة و تخلصي منها عند تواجدك في المنزل قدر المستطاع، إذا كان أول شيء تفعلينه عند استيقاظك من النوم هو التقاط هاتفك و العبث به أبعدي الهاتف من أمامك و استخدمي ساعة تنبيه عادية توقظك من نومك، و هكذا... ففي الوقت الراهن محيطك يساعدك على الإستمرار في عاداتك السيئة لذا غيري محيطك حينها يمكنك تغيير النتيجة.
ابحثي عن شريك لكِ في التخلص من العادة السيئة، فعندما تتفقين مع صديقة لكِ في عمل حمية غذائية مثلاً فستشجع كلاً منكما الأخرى و ستلومان بعضكما في حال التقصير و هذا سيكون بمثابة حافز لكِ لاتباع عادة جيدة، أيضاً أحرصي على أن تحيطي نفسك بالأشخاص الذين يعيشون بالطريقة التي تريدين أن تحيين بها، أنتِ لستِ بحاجة للتخلص من الأشخاص القدامى لكن لا تستخفي بقوة العثور على أصدقاء جدد، و تذكري دائماً أنتِ لستِ بحاجة إلى أن تصبحي شخصاً آخر، أنتي تحتاجين فقط لأن تعودي إلى ما كنتي عليه سابقاً، في الحقيقة ذلك الشخص - بدون عاداته السيئة- موجود بداخلك بالأصل.
خططي للفشل أيضاً و ضعي أمامك استراتيجية للتعامل معه، وفي حال وجدتي نفسك قد خرجتي عن المسار عودي إليه بسرعة بدلاً من تأنيب نفسك، الفرق بين الأشخاص المنجزين و غيرهم هو أنهم يعودون إلى مسارهم بسرعة.
كوني واعية دائما فأنتِ تحتاجين إلى الوعي في عدد المرات التي تتكرر بها عاداتك في اليوم، و متى تظهر و في وجود من؟ و ما الذي يحفز هذا السلوك؟ كل هذه النقاط إن ركزتي عليها ستتمكني من التحكم بنفسك بشكل أسهل، ولا تصدري الأحكام على نفسك منذ البداية فهدفك الوحيد من هذه الخطوة هي أن تكوني مدركة لوقت حدوث العادة السيئة و تكرارها.
تذكري دائماً أن معظم الناس الذين نجحو في التخلص من عاداتهم السيئة حاولو و فشلوا قبل النجاح في مسعاهم، قد لا تنجحي على الفور لكن هذا لا يعني أن الأمر مستحيل، جربي و حاولي ب أكثر من طريقة.
" ثقي بالله ثم بنفسك و توكلي على الله دائماً فإن الله لا يضيع عمل عامل و لا يخيب أمل آمل" .