دائماً ما نسمع عن الشغف ، عندما يأتي ذكر الهوايات المفضلة قد تسمعي البعض يقول أنه شغوف بهذا الشيء ، لكن البعض فعلاً لا يعرف ماهو الشغف ، ولا يعلم ماهو شغفه أو هوايته في هذه الحياة ، مع أن الشخص المبدع الشغوف بشيءٍ ما من الممكن أن يستخدم هذا الشغف في تحقيق النجاح على المستوى المادي أو المعنوي ، كما يمكن أن يستخدمه كمصدر إلهام له في الأمور الأخرى و أوقاته الصعبة و سائر يومه.
ما يمنع الناس من استخدام الشغف أنهم لا يعلمون حقاً ماهو الشغف أو ما هو الشيء الذي يثير إهتمامهم أو المجال الذي بإمكانهم الإبداع و التألق فيه .
دعيني في بداية الأمر أن أحدثك عن الشغف ....
الشغف هو شعور بالحماس الشديد أو الرغبة التي لا تُقاوم تجاه شيءٍ أو شخصٍ ما ، كما يمكن أن يكون الشغف إهتماماً متلهفاً بفكرة أو مقترح أو دعوةٍ ما، و أن يتبع هذا الإهتمام تمتعاً حماسياً و قد يصل الأمر إلى الإنجذاب الشديد تجاه شيءٍ ما .
السر الذي قد تكوني لم تعرفيه بعد عن الشغف ، أنه من الممكن أن يغير حياتك بالكامل إن استخدمتيه و وجهتيه توجيهاً صحيحاً ، و إن كنتي جادة في الأمر في تطوير و توجيه مصدر شغفك و إلهامك إلى الجانب المهني من الممكن و المؤكد أنكِ ستنجحي فيه نجاح باهر ، وليس بالضروري أن يكون الشغف شيء يمكنك العمل من خلاله و الحصول منه على مصدر رزق ، قد يكون شيء يثير أهتمامك و يجعلك سعيدة جداً عندما تقومين به و بالتالي يكون مصدر إلهام لكِ للقيام بمهامك اليومية بكل جد و نشاط و هذا من شأنه التأثير على حيااك ككل و ليس الحياة المهنية فقط ، لكن يجب اولاً أن تكتشفي هذا الشغف .
ذكر الكاتب " تود هنري " في كتابه مت فارغاً مجموعة من الخطوات التي من الممكن أن تساعد القارئ على إكتشاف شغفه و تطويره كمصدر إلهام .
سأذكر لكِ هذه الخطوات في هذا المقال بالتفصيل لعلها تساعدك على إكتشاف شغفك ، و بهذا تكوني قد قطعتي نصف الطريق ، و النصف الآخر يعتمد على مدى تركيزك في تطوير هذا الشغف و هذه المهارة إلى أن يصبح بإمكانك أن تستخدميه كمصدر أساسي للنجاح في حياتك المهنية .
و تتمثل هذه الخطوات كالتالي :
١- التأمل و التفكير : قدمي لنفسك الوقت و المساحة للتأمل و التفكير فيما يهمك و ما يثير إهتمامك بشكل حقيقي، قومي بتدوين أفكارك و مشاعرك لمعرفة الأنشطة و القضايا التي تعني لكِ الكثير.
٢- تجربة أنشطة متنوعة : لاكتشاف شغفك ، جربي الإنخراط في مجموعة متنوعة من الأنشطة و التجارب ، قد تكتشفي هوايات جديدة أو مهارات تبدو محفزة مثيرة للإهتمام.
٣- تحليل نقاط القوة و الضعف : قومي بتحليل نقاط قوتك و ضعفك ، و تحديد المجالات التي تشعرين بالراحة و الإلهام فيها ، و استخدام هذه المجالات لتطوير شغفك و المهارات ذات الصلة .
٤- التحدث مع الآخرين : تحدثي مع الأشخاص الذين يشاركونك اهتمامات مماثلة ، و تعلمي من خبراتهم و آرائهم، و قد يكون لديهم أيضاً بعض النصائح و التوجيهات حول كيفية تنمية شغفك .
٥- وضع أهداف واضحة : بمجرد اكتشاف شغغك ، حددي أهدافاً واضحة و محددة للتركيز عليها ،قومي بتتبع نفسك، و احتفلي بالإنجازات التي تحققينها على طول الطريق.
٦- التعلم المستمر :الإستمرار في التعلم و تطوير مهراتك و معرفتك في مجال شغفك .ابحثي عن فرص التعلم، سواء من خلال الكتب و الدورات التدريبية أو المؤتمرات، لتبقي ملمة بأحدث التطورات و الاتجاهات.
٧- الإلتزام و المثابرة : استمري في متابعة شغفك حتى في الأوقات الصعبة ، فأنتي بحاجة إلى الإلتزام و المثابرة لتحقيق النجاح و التأثير الذي ترغبين فيه .
٨- استخدام شغفك للإلهام : شاركي شغفك مع الآخرين و استخدميه كمصدر للإلهام و التحفيز ، قد يكون لشغفك تأثير إيجابي على حياة الآخرين و يشجعهم على إكتشاف شغفهم الخاص .
٩- التوازن بين الحياة المهنية و الشخصية: تأكدي من العثور على التوازن بين متابعة شغفك و تلبية احتياجات حياتك الشخصية و المهنية . هذا التوازن من الممكن أن يساعدك على استمرار النمو و التقدم في مجال شغفك بدون الشعور بالإرهاق و التوتر.
١٠- استمتعي بالرحلة : تذكري أن الاستمتاع برحلة إكتشاف و تطوير الشغف هو جزء أساسي من العملية ، تعلمي من التجارب و التحديات التي تواجهينها و احتفظي بروح الحماس و الإلهام أثناء سعيك لتحقيق هدفك .
أخيراً ... أتمنى من خلال هذا المقال و هذه الخطوات أن تبدأي بالسعي نحو الشيء الذي يسعدك و يغير حياتك بالكامل، ولا تيأسي أبداً أو تتوقفي عن البحث عن مصادر سعادتك .
المصادر :
كتاب : مت فارغاً
للمؤلف: تود هنري