https://ahmedkutb.com/code كيف أسامح لأرتاح ..
randomPost

كيف أسامح لأرتاح ..




 أعلم أنكِ قد تلقيتي العديد من النصائح ، سامحي من آذاك لترتاحي أنتي ، لا تهتمي لما يفعلوه أو يقولوه ، طنشي أو ادعي التطنيش ، كثير من هذه النصائح و الحكم التي لا تفيد إن قلناها بمفردها ، نحن بحاجة لمن يعلمنا الطريقة ، قد يكونو قالو أيضاً انشغلي بنفسك ، ركزي على حياتك ... الخ .

لكن هناك فعلاً مشاعر سلبية مختلطة بالحزن و الغضب و ربما الكره ، و بحسب حجم الأذى و حسب ما أحسستي فيه تلك اللحظة ، لحظة الظلم أو الأذى ، وحسب تكرار هذه الأمور تزداد حدة هذه المشاعر . مهما حاولنا التجاهل ، أو التناسي ، أو الإنشغال حتى ، تضل هذه المشاعر موجودة بداخلنا كلما نظرنا إليهم أو حتى تم ذكر أسماءهم أمامنا .

إذاً .... ما الطريقة ؟!

 



الطريقة أن توجهي مشاعر الغضب إلى مشاعر الرحمة و الشفقة . نعم ... اشفقي على حالهم ، على سوءهم ، على طريقة تفكيرهم ، و حتى على الطريقة التي يعيشون فيها .

اشفقي على السواد القاتم الموجود بداخلهم .. ألا يستحقون الشفقة !! 

إنسان بكل هذا السواد ألا يستحق الشفقة !.

لا أقول لكِ تعاملي معهم كما أن شيءً لم يكن ، و الأفضل أن لا تتعاملي معهم أبداً ، و إن كنتي مضطرة للتعامل معهم ضعي حدود واضحة بينك و بينهم ، و لا تسمحي بتجاوز هذه الحدود مهما كان ، ولا تتراخي أبداً مهما كان الضرف الحالي ، ولا تقولي سأسمح بالتخطي هذه المرة لضرف معين ، ثم سأعود لوضع الحدود مرة أخرى ، كوني صارمة جداً بوضعك لهذه الحدود ، ولا تسمحي لهم أو حتى لنفسك بأن تتخطيها ، و هناك عبارة رائعة قرأتها يوماً ما تقول : " الأفعى التي لدغتك في يومٍ من الأيام ، لن يغيرها الزمن لتتحول إلى حمامة سلام " .

لا أحثك على أن تحقدي عليهم ، أبداً ... إنما كوني صارمة في وضع حدودك ، و من ثم انظري لهم بعين الشفقة بدلاً من مشاعر الكره . 

فالإنسان اللذي أذاك مثلاً ، قولي في نفسك فقط مسكين ستدور الدائرة عليه في يومٍ من الأيام . الشخص اللذي تعامل معكِ بقلة الذوق ، قولي في نفسك كم أشفق عليه لأنه لا يعرف الإحترام و الأصول و لم يتربي عليها ، الشخص الذي أذاك لفضياً قولي في نفسك أشفق عليه لأن في يوم من الأيام لن يجد أحداً بجانبه بسبب لسانه السليط. الشخص اللذي أساء الظن فيك قولي مسكين لا يعرف في حياته إلا السواد ، ولا يتوقع من الناس غير الأذيه ، و كلاً يرى الناس بعين طبعه ،هذه كارثة بحد ذاتها أن يكون الإنسان بهذه المشاعر ، و هكذا ... 

إنني فعلاً أشفق عليهم لعدة أسباب ، منها أن الدائرة ستدور عليهم ، و منها أنهم لم يتعلمو في حياتهم الأدب و الأخلاق و لم يتربوا عليها ،و منها أن حياتهم كلها سواد ، و منها أنه في نهاية المطاف لن يتبقى لهم من يساندهم أو حتى يثق بهم ، سيضلون محاطين فقط بأُناس من أشباههم ، و يتعامل كلاً منهم بنفس الطريقة ،انظري إليهم من بعيد ستجدي أن الأمر يستدعي الشفقة إن وجهتي مشاعرك فقط. 

جربي أن توجهي مشاعرك ، خذي حقك بنفس اللحظة إن كنتي تستطيعي و إن كنتي في موقف يستدعي الرد ، و ضعي الحدود من هذه اللحظة ، لكن لا تحملي في قلبك مشاعر الكره و الحقد ، وجهيها فقط ل " أشفق عليك من نفسك " سترتاحي كثيراً. 

صدقيني المشاعر السلبية لن تؤذي أحد غيرك ، كما أن الطاقة السلبية ستجذب لكِ أشخاص من أشباههم ، كما أن هذه المشاعر ستجعلك دائماً متوجسة للأذى ، متوقعة بأن شيءً سيء سيحدث إلى أن يحدث ، أو قد تدفعك هذه المشاعر لأن تتعاملي بسوء كردة فعل منك تجاه شخص لا يحمل لكِ إلا كل الخير و الود و الأحترام ، وهذا بسبب ما شعرتي به من مشاعر سلبية متعلقة بالأشخاص السابقين ، و إن استمريتي بهذا الشكل لن تجدي نفسك إلا وقد أصبحتي واحدة منهم . 

أفرغي كوبك ، جاهدي نفسك و دربيها و وجهي مشاعرك للشفقة تجاه كل شخص مؤذٍ في حياتك ، ثم افتحي قلبك للعالم بصدر رحب و نظيف ، ستجدي أن العالم ليس بهذا السوء ، و ليس كل الأشخاص مؤذيين ، و ستقابلي يوماً ما من يليق بك و بقلبك... 


تعليقات



Font Size
+
16
-
lines height
+
2
-