https://ahmedkutb.com/code كيف أدرب نفسي على تخطي الصدمات
randomPost

كيف أدرب نفسي على تخطي الصدمات

 


من منا لم يتعرض في حياته لصدمة ما ؟!

كل شخص منا معرض على الأقل لصدمة واحدة في حياته ، ليس القصد بالمشاكل العادية التي تحدث لنا بين فترة و أخرى ، و إنما مصيبة فادحة تقلب حياتنا كاملةً رأساً على عقب ، و لا تعد الحياة بعدها كما كانت من قبلها .

بعض البشر يضعف و يستسلم ، و يقضي باقي حياته في عزلة متأثر بهذه الصدمة ، بينما البعض الآخر لديهم القدرة ليتخطوا هذا الحدث و يواصلو المسير في حياتهم. ما يجعل هذه القلة من الناس تتخطي الصدمة و تواصل حياتها ، بل من الممكن ان يحدث لهم ما يسمى ب " نمو ما بعد الصدمة " أن هؤلاء الناس يتمتعون بمستوى عالي من النضج النفسي ، و الإرتقاء العاطفي ، ما يجعل من سقوطهم أمر صعب بعض الشيء ، بعكس الآخرين الذين يضعفو و يسقطو من أول مصيبة تواجههم في حياتهم .

هناك من يجعل من هذه الصدمة شرارة لنمو الدافع لديه ليواصل حياته بشكل افضل ، ربما لو لم تحدث له هذه الصدمة لما كان هذا الدافع سيتولد لديه .

إذاً .... كيف أدرب نفسي على تخطي الصدمات ؟؟


أولاً : من المهم جداً أن تكوني شاعرة بالأمان ، إن لم يكن لديكِ مصدر أمان فابدأي بخلق هذا المصدر ، ابتداءً بالله عزَّ وَ جل و ثقتك به ، و بأن وجوده معك هو مصدر الأمان الحقيقي ، و يجب أن تستشعري بوجود هذا الأمان دائماً بقربك ، قوي علاقتك بالله عزَّ و جل ، حافظي على أذكارك و وردك ، اشعري دائماً بأنك قريبة منه ، و من ثم اجعلي لك مصدر أمان بعد الله عزَّ و جل ، كشخص تثقي دائماً أنه موجود بقربك يمكنك الإعتماد عليه ، قد يكون هذا الشخص أم ، أب ، أخ أو أخت ، صديقة مقربة ، فالشعور بالأمان يخفف دائماً من حدة الصدمة ، و يجعلك تتخطيها بشكلٍ اسرع.


ثانياً : يجب أن يكون لديكِ مجموعة من الثوابت و الضوابط التي تبني عليها أفكارك و معتقداتك ، فعندما يكون لديك ضوابط و ثوابت معينة و ثابتة ،حتى و إن خرجتي أو انفصلتي عنها وقت الصدمة ، فسرعان ما ستعودين لها لأنها أصبحت عادة متأصلة فيك ، و يجب أن تبني لكِ أفكار حول الفشل و التجارب الجديدة ، و هذه الأفكار تعتمد على أن الفشل ليس نهاية العالم ، سواءً كان على المستوى المهني أو العاطفي ، و أن دائماً هناك فرصةً أخرى ، ناس آخرين ، و أن لابد من المحاولة مجدداً حتى و إن تطلب الأمر تغيير المسار أو المعتقدات بشأن شيءٍ ما.

من المؤكد أن استجابتك للصدمة ستتعلق دائماً بطريقة تفكيرك في الأمور و ما اعتدتي عليه ، لذا اجعلي لكِ أساس متين من هذه الأفكار لكي تتخطي الصدمة بشكلٍ أسرع .


ثالثاً : تعلمي المرونة في كل شيء ، المرونة في التفكير ، المرونة في التنفيذ و المرونة في طريقة تنفيذ هذه الأفكار أيضاً ، المرونة تنجينا دائماً من العديد من المشاكل ، و تساعدنا في تخطيها لاسيما في حالة الصدمة ، إن اعتدتي المرونة و أن لا بأس بتغيير خطة أو مسار أو أي شيء ، لن يكون للصدمة أثر كبير عليك ، ستجتازينها بسرعة بما تعودتي عليه من المرونة .


رابعاً: اكتشفي قواكِ الذاتية ، بمعنى أن تكتشفي نقاط قوتك و اعتادي الإعتماد على نفسك ، قوي علاقاتك الإجتماعية و ادركي ماهو هدفك في الحياة ، في دراسات قام بها علماء النفس ، أن الأشخاص الذين لديهم هدف واضح في حياتهم هم أكثر الناس اجتيازاً للصدمات في حياتهم ، فالهدف يكون بالنسبة لهم كنقطة نهاية يجب الوصول إليها بعيداً عن كل المشتتات التي تواجههم في طريقهم ، بما في ذلك تعرضهم للصدمات.


خامساً: كوني اجتماعية ، و أثناء تعرضك لصدمةٍ ما حاولي قدر الإمكان على تواجدك بين الناس ، فوجودنا بين الناس يعتبر ركيزة أساسية لصحتنا النفسية مهما كنا إنعزاليين ، فالتواصل الإجتماعي و التفاف من نحبهم حولنا يساعدنا في تجاوز الصعاب ، و أيضاً بوجود من نحب نحن ندرك أن الصدمة لم تدمر كل شيء 


سادساً و أخيراً : تعاملي مع الصدمة حسب وقعها في نفسك و حسب استجابتك ، فإن كنتي عاجزة عن تقبل الموضوع في الوقت الحالي ، لا بأس من تأجيل المواجهة بينك و بين نفسك ، كأن تأجلي التفكير في الموضوع ليوم أو يومين حتى يتمهد لكِ الأمر ، و إن كان أمر يمكنك مواجهته فواجهيه بالحال ، و ابتعدي كل البعد عن التفكير بكونك ضحية للظروف و الأشخاص ، بل اجعلي تفكيرك دائماً أنكِ بطلة قصتك و أنتي من يكتب هذا السيناريو ، تحدثي مع نفسك و كأنك تتحدثي مع شخصٍ آخر ، و انصحيها و وجهيها للخطوة التالية ، و ما يجب عليها فعله لاحقاً بعد هذه الصدمة حتى و إن أخذتي ورقة و قلم و بدأتي بكتابة هذه المحادثة ، هذا في علم النفس له أثر كبير في ضبط النفس و المشاعر و منعها للإنجرار لمشاعر الإكتئاب و العزلة و كل ما يتعلق بمشاعر الصدمة.


و أخيراً ... كوني متفائلة ، كما تحدثت في أول هذا المقال يجب أن تشعري بالأمان و شعور الأمان مرتبط بشعور التفاؤل ، اعتادي التفاؤل بأن كل شيء سيصبح على ما يرام ، فاعتيادك للتفاؤل في جميع أمور حياتك سيخفف عنكِ من هول الصدمة ، فأنتي قد اعتدتي على التفكير و الشعور بأن كل شيء سيصبح على ما يرام .

اعتني بقلبك .. بروحك .. فهذا القلب و هذه الروح لا تملك أحداً سواكِ للعناية بها ، ارأفي بحالك أولاً فأنتي تستحقي هذه الرأفة بنفسك.



تعليقات



Font Size
+
16
-
lines height
+
2
-