أن تكوني إنسانة ناجحة لا يعني بالضرورة أن يكون هذا النجاح على الصعيد المهني، أو المقصد منه أن تكوني بزنزوومن، فالنجاح يكون في كل شيء و أي شيء في حياتنا و أنت من تعطي هذا الشيء لنفسك، فقد تكوني إنسانة ناجحة في إدارتك لبيتك و المحافظة على هدوء و استقرار هذا البيت لأنك أردتي هذا من البداية، أو قد تكوني أم ناجحة في تربية أبنائك و المحافظة على هدوءهم و استقرارهم و سلوكهم و أخلاقهم العالية لأنك أردتي هذا منذ إنجابك لطفلك الأول. فأي هدف تضعينه أمامك و تسعين لتحقيقه ثم تحصلين عليه هو نجاح بحد ذاته، قد تكون أشياء صغيرة و تافهة بالنسبة لك، لكن تذكري دائما أن الإنجازات الصغيرة تعطينا دفعة نحو الأمام إذا ركزنا عليها و اعترفنا بها كإنجاز، فسلسلة متتالية من الإنجازات و النجاحات الصغيرة تصنع لنا في الآخر نجاح كبير و فارق كبير في حياتنا.
أعلم أن هناك الكثير من الأشياء التي تفكرين فيها و ترغبين في تحقيقها لكن ما يمنعنا غالبا من تحقيق أهدافنا ليس الخوف من الفشل أو عدم الرغبة بالنجاح، إنما هناك ضعف في معرفة كيفية تحقيق هذه الأهداف و التخطيط لها، و الأهم من ذلك الاستمتاع بما تقومين به، فإن كانت الرغبة في تحقيق الهدف هي القوة الأساسية للنجاح فالإستمتاع بالرحلة هو الأهم.
إن كنتي تحبين ما تقومين به و تستمتعي بالقيام به فهذا يعطيك نتائج أفضل، لا تؤجلي متعتك و سعادتك لحين الوصول لهدفك و تحرمين نفسك من متعة الطريق، بل كوني سعيدة فخورة بما تقومين به دائما، فالأنسان السعيد قادر على تحقيق النجاح أكثر من الإنسان المحبط و التعيس.
و الأهم من ذلك هو إيمانك بما تفعلينه و تفكيرك الإيجابي. نحن دائما ننظر للناجحين على أنهم أناس محظوظين، لكن مالا تعرفينه أنت أن هؤلاء الناس يجلبون الحظ لأنفسهم بسبب تفكيرهم و اعتقادهم الايجابي، وهذا بالتأكيد لا ينافي ديننا الإسلامي فرسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام يقول" تفاءلوا بالخير تجدوه".
عليك أن تؤمني أولا بأن الحياة مليئة بالفرص التي تأتيك كما تأتي لغيرك، و أن أكثر من يلاحظ الفرص في هذه الحياة هو الباحث عنها، ولن تحققي هذا إن كنتي لا تتمتعين بحس إيجابي عالي.
خططي لهدفك، استغلي يومك و حددي أولوياتك كل صباح ثم تصرفي على أساس هذه الأولويات.
إجعلي من كل يوم تعيشينه تحفة فنية رائعة و ستلاحظي الفرق على مدار الأيام..